ومع وجود ثمانية مليارات شخص يعيشون على الأرض، نعتمد بشكل متزايد على النظم الكونية لبقائنا. وتمتد هذه النظم من البيئة، التي توفر لنا الطعام والماء والهواء النقي والطاقة، وتصل إلى الاقتصاد العالمي الذي يحول هذه الموارد الطبيعية إلى سلع وخدمات.
ومع ذلك، فإن انخفاض مستويات التنوع البيولوجي وكذلك الإفراط في البنية التحتية وسلاسل الخدمات والتوريد، فإن العديد من هذه الأنظمة ربما وصلت إلى نقطة الانهيار. ويزيد التغير المناخي السريع الأمور سوءا.
في ضوء ذلك، قد لا يكون من الضروري تحديد المخاطر العالمية بحجم الكارثة التي تسببها، ولكن من خلال قدرتها على تعطيل هذه الأنظمة الحيوية.
ويمكن التقاط هذه الاحتمالية في أمثلة حدثت مؤخرا وكانت لها سلسلة تأثيرات متتابعة لاحقة، كما هي الحال مع ثوران بركان إيافيالايوكل في أيسلندا عام 2010، الذي لم يقتل أي شخص، لكنه عطل حركة الطيران فوق أوروبا لمدة ستة أيام.
وفي عام 2017، أدى الهجوم الإلكتروني "وونا كراي"، الذي كان يسعى للحصول على مبالغ فدية إلى تعطيل أجزاء من هيئة الصحة الوطنية البريطانية ومنظمات أخرى حول العالم، هلى الرغم من أنه غير متطور نسبيا.
ونظرا لأن كل شيء نعتمد عليه يعتمد أيضا على نظام كهربائي وحوسبة وإنترنت فعال، فإن كل ما يمكن أن يتسبب في تلف هذا الأنظمة، سواء بسبب التوهج الشمسي أو انفجار نووي في طبقات الجو العليا، قد يتسبب في أضرار بالغة الانتشار.
ربما تكون هناك طرقا جديدة للحد من هذا الخطر.
ثمة حكاية قديمة عن كنوت، ملك الدنماركيين، الذي حاول دفع البحر ليتراجع عن الشواطئ. يمكن لشعور مشابه بالعجز أن يسيطر علينا بسهولة عندما ننظر إلى كوارث مستقبلية محتملة.
بيد أن الحقيقة هي أن الدنماركيين نجحوا في إبعاد البحر عن الشواطئ طوال أجيال: من خلال تشييد السدود وتجفيف الأهوار لحماية أنفسهم من المد القادم.
فمن الأفضل في بعض الأحيان حماية أنفسنا عبر التفكير في طرق تجعل البشر أكثر مرونة في التعامل مع الكوارث المقبلة.
وهذا الأمر قد يمنحنا أفضل الوسائل لضمان أن عام 2019 وما بعده، ستكون آمنة لحياة البشر.
شهدت السنوات الأخيرة ظهور النمر
الأسود في كل مكان، لكنْ أنْ يُرصَد هذا الحيوان -الذي سمي الفيلم الأمريكي
الشهير(بلاك بانثر) باسمه- في البرية الأفريقية فذلك أمر نادر الحدوث.
وقد
استطاع مصور الحياة البرية، ويل بورارد لوكاس، رصْد نمر أسود في أفريقيا،
وسط مزاعم بأن هذه هي المرة الأولى التي ترصد فيها عدسة كاميرا نمرا أسود الجِلد في القارة السمراء منذ مئة عام.ولا يوجد لهذا النوع من الحيوانات المتحفظة في الظهور سوى القليل جدًا من الصور.
وكان المصور ويل قد سمع شائعات عن وجود نمر أسود -وهي تسمية شاملة لقطّة برية كبيرة رقطاء سوداء أو نمر أرقط أسود، بناء على المكان الذي أتى منه (موطنه) في العالم - في مخيم لايكيبيا البري في كينيا.
وبعد اقتفاء أثر النمر عبر الأدغال بالاستعانة بمرشد يُدعى ستيف، استقرّ المصور ويل على مكان نصب فيه الكاميرا.
يقول ويل: "اعتدتُ على نصب الكاميرات وعدم التقاط أي صورة لأن الأمر محض تخمين - فأنت لا تعلم إذا ما كان الحيوان الذي تحاول رصْده سيمرّ في النطاق الذي سلطت عليه الكاميرات".
ولم يكن المصور ويل والمرشد ستيف متأكدين مما إذا كان الأثر الذي يقتفيانه هو للنمر الأسود أو لنمر أرقط عادي.
يقول ويل: "لم يحدث أبدًا أن فقدتُ الأمل، وبعد أول ليلتين لم تلتقط الكاميرات صورًا لهذا النمر، وكنت بدأت أعتقد أنني سأكون محظوظًا لو حصلت على صورة لنمر أرقط عادي، ناهيك عن هذا النمرالأسود". وفي الليلة الرابعة، اسعفني الحظ.
ويضيف: "لم أكد أصدق للوهلة الأولى أنني استطعت تحقيق ذلك، لقد كان أمرًا استثنائيا".
ويتابع ويل: "فيما تلتقطه هذه الكاميرات من صور مصحوبة بوميض (فلاش) عادة ما يظهر الحيوان بوضوح تام، لكن اختلاط سواد لون النمر بعتمة الليل جعلني لا أكاد أتبين سوى تلك العينين تحدقان من خلال الصورة".
ويقول نيكولاس بيلفولد، كبير الباحثين في برنامج للحفاظ على النمور في مقاطعة لايكيبيا، "طالما اعتدنا السماع عن نمور سوداء تعيش في هذه المنطقة، لكن القصص كانت تخلو من صور عالية الجودة تؤكد هذا الوجود".
ويضيف: "هذه الصور هي بالإجماع أول صور مؤكدة على مدى ما يقرب من مئة عام لنمرأسود في أفريقيا، وهذه المنطقة هي المكان الوحيد المعروف الذي يستوطنه النمر الأسود في كل أفريقيا".
ويشدد بيلفولد وفريقه على أن كلمة "مؤكدة" هنا تعني أن الصور واضحة ومستوفية للتفاصيل اللازمة لرؤية النسق المميز للنمر.
وكانت صحيفة ديلي نيشن الكينية قد التقطت صورًا لحيوان مشابه عام 2013، على الرغم من أن بيلفولد يزعم أن النمر لم يكن بريًا وأنه جُلب إلى كينيا من أمريكا عندما كان شِبْلاً.
وترك المصور ويل كاميراته في الأدغال بكينيا على أن يعود إليها في غضون أسابيع قليلة ليرى ما التقطته من صور - لكن وقت الحصول على المزيد من الصور قد انقضى.
يقول ويل: "في هذا الوقت غالبًا ما يتعرض للطرد من منطقته على يد ذكر أضخم وأقوى ويذهب باحثا عن مكان جديد - ولذلك فنحن في سباق مع الزمن للحصول على المزيد من الصور".
كيف يولدنمر أسود؟
من السهل الاعتقاد بأن النمور السوداء هي فصيلة حيوانية قائمة بذاتها، لكنْ ليس الأمر كذلك بحسب المصور ويل.
يقول ويل: "يُطلق على المادة الوراثية التي تجعل هذه النمور سوداء، اسم 'ميلانيزم' أو اسوداد الجلد، وهي مشابهة لحالة المَهَق (ابيضاض البشرة والشعر) ولكن بشكل معكوس".
ويضيف: "النمر الأسود هو بالأساس قط كبير مسودّ الجلد. وعادة ما يُطلق على القطة البرية الكبيرة المسوّدة الجلد في أفريقيا وآسيا اسم 'نمرأسود'. وفي أمريكا الجنوبية يُطلق على الفهد الأرقط المسودّ الجلد اسم فهد أسود".
وقد التقط المصور ويل صورة فهد أرقط بعدسة كاميرته. ويمكن أن يكون هذا الفهد الأرقط والد الفهد الأسود.
ولا يحتاج الأمر لفهدين أسودين لإنتاج فهد أسود، لكن الوالدين يجب أن يحملا الصفة الوراثية المتنحّية المتسببة في اسوداد الجلد أو الميلانيزم.
يقول ويل إنه من الصعب الجزم بعدد الفهود الموجودة في شرق أفريقيا، بسبب ما تتميز به من التحفظ في الظهور "ناهيك عن فصيل نادر جدا هو الفهد الأسود. وربما لا يوجد غير حفنة من الفهود السوداء في شرق أفريقيا".